صبر جميل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسعد الله مساؤكم وجملكم برضاه وجنته..

"عقب الصبر نجاح وغني..ورداء الفقر من نسج الكسل"

لا يوجد شئ في الدنيا غالي المقام إلا وكان صعب المنال..

لكي يكتمل نجاحك.وتحصل عليه تحتاج لشجرة جذورها متشبثه بصبرٍ جميل نهايته اوراق مخضره ملتفه علي اغصان التقدم والرقي..في تلك المقاله سوف نتعرف سوياً علي تعريف الصبر وأنواعه وعاقبته..

أولا معني الصبر:

كم للصبر من معاني جليلة تجمعت بين حروف اسمه مضيئه..يفتح الأبواب لكل متعسر ويختم بالفرج لكل مكروب..

كم من يائس ظن أن لا ملجأ له وأتاه الصبر من حيث لا يدري..فالصبر نهاية الضغوط والآلام وبداية طريق الأحلام..

بالصبر ينتهي طريق اليأس والصعاب...بالصبر نتجاوز الأحداث الجسام..

للصبر مغزي عظيم لا تكاد تنصفه الكلمات..فبعد الصبر فرج من رب العباد..وكما قال عمر بن الوردي :"يا نفس صبراً صالحة..لابد أن يأتي الرحمن بالفرج"فالصبر هو الطريق الأصعب الذي يسلكه الصالحين ويتحملون المعاناه والتعب والإيعاء في سبيل وصولهم إلي اهدافهم وهو الأضمن للحاق بقبة النجاح..

ثانياً:أنواع الصبر:سنعرض بعض انواع الصبر علي البلاء..فللصبر أنواع وللبلاء درجات :

١-صبر علي الأماني: من منا طلب من المولي عز وجل مطلباً وعندما ناله تمني أنه لم يأتيه ولم ير..فللأسف نظر الإنسان ورؤيته تتوقف عند الزمن المشهود فقط واغلبيتنا لا تنظر للأمام ولا تنتقل ببصيرتها للسنين القديمه مما يجعلنا نتخذ قرار سريع لا أساس له غير رؤية بسيطه لا تتعدي حدود الزمان...مثلاً: عند تمني احد منا شخص معين للزواج ولا يستطيع ايجاد أي عيب فيه كما استنتج هو من نظرته الضيقه ويدعي باليل والنهار أن يكون من نصيبه ولو كان يجلب له الشر..وأيضاً عند السعي المميت لعمل معين وعند رزقنا إياه نجده يفوق قدراتنا وعقلنا...فيجب علينا أن نمتلك الشجاعه للتخلص من شر أمنياتنا ونطليب من الله الصبر والسلوان علي ما ألقاه الشيطان في أمانينا..

٢-الصبر علي الأقدار: كل إنسان يرسم لنفسه حياة مبهجه بلا أحزان..لكن تفاجئه الأقدار بفاجعة تقشعر لها الأبدان..الحياه ليست ثابته علي حال لذلك فقد جعل الله عز وجل عاقبة الصبر مفرحة للقلوب ومعوضه للإنسان عما فقد ولذلك فلقد ذكر الله الصبر في عدة صور وصبرنا بقوله تعالي "إن مع العسر يسراً" وأعاد عز وجل الأية تأكيداً علي أن الفجر سيأتي لا محاله ولكن أجر الصابر ضعف أجر القانط..

٣-الصبر علي الفقر والمرض: لعل تلك المصائب تكن من صنع أيدي الإنسان فقد قال الله تعالي :"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذقهم بعض الذي عملوا" فبعد امتناع معظم الناس عن الصدقات والزكاه أصبح الفقراء يملؤن الأوطان بصرخاتهم المتتابعه وإذا رجعنا للخلف قليلاً وتذكرنا نسبة الفقر في السنين الماضية ونسبة الفقر الأن فنجد أن النسبه تزايدت وتزداد بمرور الوقت والأزمان..أما للفقراء فإن ظل الوضع علي هذا الحال فلابد لنا أن نذكر قول جلال الخوالدة :"حين يشتد الوجع،ويتصاعد الألم،ليس هناك علاج فوري وفاعل مثل وصفة الصبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلي طبيعتها"...أمَّ المرض فنسأل الله أن يشفي كل مريض ونطلب من كل انسان توفير العلاج للمسكين..

٤-الصبر علي العمل :في عديد من الأوقات يشعر الإنسان برتابة وملل وهو في أول طريق الصعود وينتابه شعور قد يكون وهمياً وهو أنه لن يصل في وقت...عندئذٍ يظهر من داخله بعض الصبر المختزن في حقيبة إيمانه ويتذكر أن من يسعي سيصل بلا أدني شك فيظل يصعد ثم يرتفع ثم يطير إلي قمة النجاح..وقال في هذا باولو كويلهو :"اشد ساعات اليوم ظلمه هي تلك التي تسبق طلوع الشمس" ،فلا يرهبك ظلام اليل فبعده تستعد الشمس للشروق..

ثالثاً جزاء الصبر:

"وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"

بالطبع بعد كل عنائك وجهاد نفسك يكافئك الله بنعيم الصابرين في الدارين..

١-عزة النفس: يوقفك صبرك الجليل عن طلب المساعدة من أي شخص ويحميك من التذمر والشكوي لأي مخلوق..ويدفعك لمناجاة رب البشر لرفع البلاء والتعجيل بالفرح والراحه وكما قال الدكتور عائض القرني:"الصبر جميل لا شكوي فيه والصفح الجميل لا أذي فيه والهجر الجميل لا عتاب فيه"

٢-شفاء:الصبر افضل علاج لشفاء ما في الصدور وابعاد الهم والحزن والغم عن النفوس..فلا تحسبن أن الله مخلف وعده فمهما طالت ساعات وسنين الصبر فإن الله لا يخلف وعده بجنة الآخره جزاء الصبر والإحسان ..وقال بلوطس :"الصبر أفضل علاج للحزن" فلن تجد الراحه في الدنيا بدون أن تتجرع من كأس الصبر الجميل..

٣-راحة البال :يسعى الناس لراحه البال واطمئنانهم ويجدون أن منالهم صعب وامتلاكهم أصعب ولكن تظهر طائفة من الناس تحثهم على تذوق الصبر وعواقبه فأخذ ينتشر بين الناس أن لكل داء دواء ولكل مصيبة صبر يجعل الإنسان في راحة مطمئناً لرحمة الله وأنه لا ينسي عباده الصابرون العابدون وفي مثل انجليزي قديم قالوا :"صبر قليل يساوي راحة عشر سنين"

ويقول الله مطمئناً عباده :"فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا"فأي رساله تطمئن قلوبنا أكثر من الرسالات الربانية..

أنار الله طريقكم برضاه وصبر جميل والله المستعان