عيشها صح :)

هدفنا تقديم الافضل للرقي بالعقول :)

الأحد، 28 يونيو 2015

قصة وعبرة الجزء الرابع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اسعد الله صباحكم وختم يالباقيات الصالحات أعمالكم...

صباحكم سعادة مع الحلقة الثالثه لقصة وعبرة..

كان يا مكان في احدي القري في قديم الزمان يسكن رجلان تربطهما علاقة اخوية يشهد بها سكان القري والبلدان..

وبرغم من علاقتهما الوثيقة إلا أنهما يختلفان اختلاف النقيدان..

كان الأخ الأول معروف في القرية بإسم الصادق والأخ الثاني ينادونه الكسلان..يتغامزون سراً بأنه منافق متواكل طماع..

كان يعيش الأخوان في منزل واحد يتقاسمون لقمة العيش وقطرة الماء...كان الصادق يعمل في الزراعة مجتهد راضي بقضاء الله يسعي في أرض الله الواسعة طلباً للرزق والنجاح..

والأخ الثاني فعمله كان عاطلاً ينتظر اخوه يأتي بالطيبات ويقعد هو في البيت يندب حظه وينكر الخيرات...

في إحدي الأيام المشرقة..شعر الفلاح بألم شديد فصاح :يا أخي أظنني سأرقد اليوم في الفراش..فصاح المتواكل في اخيه وطاح: ومن إين سيأتينا الرزق يا عديم الفائدة والنجاح..

تأسف الأخ الصادق الهادئ وقال : سامحني أرجوك فأنا لا أقوي اليوم علي زرع الشجر وقلع الثمار..

وتوالت الأيام وتتابعت والأخ المسكين يشعر بإيعاء شديد ..وكل ما يشغل باله أخوه الكبير..

في إحدي الليالي المظلمة قام الأخ المتكاسل من غرفته وانطلق ليحادث اخوه المتلوي من الألم وقال : نفذ الطعام والشراب وسنموت جوعاً ولديك مهلة ثلاث أيام لتطيب وترجع لعملك ومزرعتك وتربية البغال...

لكن الرجل الحكيم لم يقدر علي أن يترك أخوه الكبير دون ماء وغذاء..فجمع قواه وتدفق الدم في انحاء بدنه الهزيل وقام..

وكان الجد والنشاط يدب في كل بدنه الضعيف..وانتج من المخزون ما يكفي ويزيد وزرع كل ما يخطر علي البال..

وفي الليله الثالثه كتب رساله إلي اخوه الشجع الطماع ونام في تلك اليله داجل تابوت تقشعر له الأبدان..

واستيقظ الرجل المتكبر الجبار و أهمل السؤال عن اخوه الهزلان..وبعد الفراغ من فطاره وقهوته كما هو الحال في كل الأيام..

وعند افتقاده لأحد يعطيه المال ليذهب منطلقاً للخراج اتجه لغرفة اخيه المثابر و بحث عنه في الأنحاء

ولكنه لم يجده فظن أنه ذهب وترك المكان..لكنه أمعن النظر في الأشياء..فوجد ورقه فوق طاولة الطعام..ففتحها وقرأ ما فيها فإذا به يصعق من الفاجعة الكبيرة..

يقول له اخوه في الرساله المذكورة: اخي العزيز اعطيتني ثلاثة أيام  وبعدها أجمع لك مخزون الطعام..لكنني علمت أن أجلي أت..فاستنفذت قوايا حتي اجمع لك كل الخيرات التي تخطر علي البال..ارجو ان تكفيك لأطول وقت بالإمكان..اتمني لك السعادة والخير والأمان..لا تنسي يا اخي العظيم أن تؤخذ مكاني في العمل والاجتهاد..لقد انهيت دوري الأن وجاء دورك لتحل مكاني..كنت خير قدوة وخير مثال..لا يهم ما يرام عليه الناس فأنت اخي العزيز كبير مقام"

قرأ الأخ تلك الرساله والدمع ينزف في عيناه..لقد مات اخوه الأصغر من تحمل عناء العمل والإنتاج..وقضي حياته وهو يحلم بتغير اخوه الكبير إلي صادق أمين..

وأحس الأخ بالمسؤليات العظام وقرر أن يستفيق من غيبوبة الفشل وحرمان النجاح. واستكمل عمل اخيه وحقق حلمه بتكبير المزرعه وتزويدها بالعتاد..وتزوج واصبح ناجح صاحب أمال..

فكم من كلام رقيق وفعل صادق وعمل مقرون بالحب والإيمان ..قادر علي تحويل وتبديل حال أي إنسان..

فعليك بإنتقاء الكلمات والأفعال..فكم من كلمات قليلة وافعال صغيرة تركت في نفوس الكثيرون آثر عظيم خالد الوجود صادق في القلب والوجدان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق