عيشها صح :)

هدفنا تقديم الافضل للرقي بالعقول :)

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

قصة وعبرة الجزء الثالث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسعد الله مساؤكم وزيَّن برضاه أعمالكم..

نستكمل فقرة قصة وعبرة مرة أخري..

كان يا مكان في قديم الزمان..في بلدة من اقدم البلدان ..كان يحكمها حاكم ظالم جبار..يمنع تعليم الصغار ويسجن الكِبار

في ليلة من ذاتِ اليالي المعهودة..جمع الملك حاشيته المغرورة..واخبرهم أنه سيقام مسابقة كالأسطورة..بين الحصنه والحمير .. فتعجبت حاشية الملك وأخذوا يفكرون..فأتم الملك حديثه بالبقيه..أن الفائز سيكون له الغنيمه العظيمة..فيؤخذ ابنته تكونَ له زوجه جميلة..ويحكم نصف الرعية...والخاسرون سيكون لهم عقاب أليم..

فسألوه عن هذا القرار العجيب..فأوضح لهم السر والغاية الخفيه..أنه يشعر بالملل ويريد التسليه..

فعلت الأصوات بين الرعية..ستكون مسابقة مثالية...وانطلق خادم الملك الأمين...ينادي في الناس اجمعين..فالتف الناس يلبون..فسمعوا المنادون يقولون ان الحاكم العظيم قرر أنه سيقام مسابقة للخيول..في اليوم المعلوم..والفائز سينعم بغنيمة تقرُ بها العيون والخاسرون سيكون لهم عذابٌ مشئوم..

أخذ الناس يفكرون..إن الأجر عظيم..والعقاب أليم ..والقرار صعب لكل حكيم..

ومن بين الرعيه..كان يسكن الرجل الصالح صاحب الأغنام في المراعي الطبيعية..وعند سماعه النبأ العظيم..أخذ يفكر الحكيم..وعَلِمَ أنه سيكون في الأمر خديعه من الملك الطاغية..فقرر أنه سيسبقه بالمكيدة..

وفي اليوم المعلوم اجتمع الناس في ميدان المسابقه متحمسين...وجمع الملك رجال بلاطه الجبارين..واتفق معهم أن يقوموا بفك اللجام من الحَمير...

أمَّ الرجل الحكيم..فطافَ البلاد والأنحاء والعالم والميادين..بحثاً عن شبيه له ليستعين به في خديعة الملك اللعين..و وجد في احدي البلاد البعيدة..رجل يعمل في التجارة الصغيرة..قصَّ عليه قصص الملك الظالم..وطلب منه مساعدته في المكيدة..

وفي يوم المسابقه بدأ بتنفيذ الخديعة وقال الرجل الحكيم لصاحبه الغريب أن صديقه المخلص خادم الملك العظيم أخبره أن الملك دبر خديعة للمتسابقون وسيقوم بنزع اللجام عن الحمير..عليه أن يبدأ هو المسابقة بالحصان الضعيف..وفي نصف الطريق سيخرج بحصانه القوي الشديد بدون لجام لأثبت للحاكم المغرور الجبان أن من الرعية من يستحق الحكم والمملكه ويُسعد الأغلبيه

وبالفعل بدأت المسابقه..ونفذ الملك خطته الدنيئه..واصتف الناس للبدأ في المنافسة..وانطلقت صفارة الحكم تعلن عن البدايه..وانطلق المتسابقون..وفي نصف الطريق وهم يتخاصمون..وقع أكثرهم علي الأرض متؤلمون ..وأسرع الغريب متخفياً بين الأشجار والأزهار..وأعطي العلامة للراعي الفقير..فخرج بالحصان القوي وانطلق إلي النهاية مسرعاً..فوقف الحاكم متعجباً..وسأل الملأ حولهُ ..كيف له أن يكون هذا الناجي من بين البقيه؟؟..

وانتهت المسابقة الغبيه..وجاء الرجل إلي بلاط الملك ليأخذ الغنيمه الزكيه..

فسأله الملك:من أين لك تلك القوي الهائله؟

فرد الرجل: إنها قوي العقل الأبيه

فقال الملك:ما هي وظفتك الحاليه؟

فقال الرجل بنبرة فخر: راعي غنم وماشيه

فصمت الملك لبهره ثم قال: كيف اجعل لإبنتي زوجاً من الطبقة الدنيه؟

فقال الراعي البسيط: يا مولاي لقد اذاع الداعي خبرك في البلاد فماذا ستقول عنك الرعيه؟

فأضطر الملك للموافقه وزوجه ابنته واعطاه الذهب والفضه ونصف المملكه وأخذ يفكر في طريقه لقتله وإبعاده عن الحكم والسلطنه العليا.لكن الرجل فكر بالتخلص من الملك الظالم قبله..وأنشأ مجموعة سرية..اتفق علي التخلص من الملك  وحاشيته الظالمة ..

وبالفعل أشعلت الحماس في الرعيه وحبسوا الملك في قصره وقتلته الحاشيه لما خافوا من بأس الناس الغاضبه..وأصبح حكم البلاد بيد الأمير العاقل ..

وعاشت البلدة في سلام وأمان واطمئنان..

وهكذا نتذكر دائماً :"أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"

اعدل تعش مطمئناً واظلم تعش مظلوماً مدحورا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق