الخميس، 2 يوليو 2015

أمانة السموات والأرض

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عطَّر الله صباحكم وحياتكم برضاه وختم حياتكم بحسن الخاتمة وأكمل أعمالكم بالصالح والنافع..

قال سفيان بن عيينة:"من لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمانة رأس ماله"

هل يمكن أن تكون الأمانة بهذا القدر حتي تحل محل الكنوز الثمينة؟

هل تعتبر الأمانة مكسب لصاحبها أم غباء لمن لم يستغل ما أؤتمن عليه؟

الأمانة،الصدق،الإخلاص هل تعود تلك الصفات علينا بالنفع أم هي مجرد شعارات يرفعوها طالبين الشهرة ريائاً؟؟

كل هذه الأسئلة وأكثر سنحاول إلمامها في تلك المقالة استكمالاً للسلسله الرمضانية عن الأخلاق الإيجابية

أولاً:الهدف من الأمانة:

نـَصدق في أغلب حديثنا لأنه إذا أكثرنا من الكذب وشاع بيننا أن الجميع يكذبون علي بعضهم البعض فلن نتكلم وسنوفر حديثنا لأننا نعلم أن كل ما سيقال سيكون كذب..

هكذا قيمة الأمانة في حياتنا..في ما حالنا إذا اختفت من كوننا المعاني الجميلة ذات القيمة العالية العظيمة..الأماني هي ميناء المحبة وملتقي الأحبة وشاطئ السعادة والإخوه..فأنا أأتمنك لأن محبتك زائدة في قلبي وأشاركك حياتي وأنا مطمئن أن اسراري بين يدي إنسان تجمل بالخلق والدين اللذانِ يأمرونا بالصدق والعدل والأمانة..

ثانياً:أنواع الأمانة:

تأخذ الأمانة أشكال متعددة تزين بها حياتنا اليومية وتنمي فينا الضمير والراحة النفسية ومن أشهرها:

١-الأمانة الأخوية: تأمني علي سرك،تقصدني في حوائجك،تستغيذ بي في فواجعك،تذكرني في مصائبك،ولو كنت لا أصل لك في الرحم ولا في النسب ولكنك تري أنني أحق الناس بصحابتك..فهل من العدل ومن الإنسانية أن أخون عهدك وسرك وأزل أنفاسك بأن جعلني الله يد عونٍ لك وأتبع ما منحتك بالمنِ والأذي..وانتبه إلي حكمة تقول :"من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة"..فأي دين وأي خُلُق تنص قوانينه أن تتطعن من وثق بك..

٢-الأمانة في الحب: كم للحب من معاني جميله تحتاج إلي أبيات كثيرة ولن نقدر علي أن نوفيه حقه ولو بلغ الثناء والمدح فيه آخره...الحب بين الزوجين..الحب بين الأهل..الحب بين الجيران وأسمي من كل هؤلاء الحب في الله..فهل يصبح للحب معني دون وفاء وأمانة؟!..هل إذا تعمد المحبون مخادعة بعضهم بعضاً أن تستمر العلاقات الصافية صادقه المشاعر بين المتحابون..فما قيمة الحب بين البشر إذا هربت منه معاني الأمانة وتوغل فيه الخيانة وفي هذا تظهر حكمة بكلمات صادقة وهي:"أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثه"

٣-الأمانة في العمل: "أداء الأمانة مفتاح الرزق" إن كنت تسعى لأعلي المراتب فعليك التفكر في شئ أولاً،إذا كنت مديراً ذا منصب كبير وتحتاج لمن تجعله يدك اليمين فمن ستختار؟ هل سيقع إختيارك علي من سبقته سمعته بأنه مرتشي وعديم الأمانة ومختلس أم ستأتمن من تزين بعقد من الأمانة كل جوهرة فيه تحمل أسمىٰ عبارات الأخلاق ؟!!...إذاً كن كما تتمنى أن تري الناس واقتدي بمن قربته إليك وجعلته قرينك..

٤-الأمانة في الماديات:أسمى وأعلىٰ أنواع الأمانة هي تلك التي يتحكم الإنسان في نفسه من أجل الحفاظ عليها..فيدخله الله في كرب عسي وفي أتم حاجته للمال ويبدأ الشيطان بممارسة عملة والبدء في استدراجه لكن تعفف وأمانة واخلاق الرجل صاحب المبادئ والحياة ذات هدف ومعني تمنعه من أي فعل يغضب المولي عز وجل علي اختلاف ديانته ومذهبه..فكل البشر متفقون أن العيش دون اخلاق كالعيش دون روح..وعليك بتذكر قول ابن العباس :"لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمانة" ..فأدخل أمانات الناس صندوق مغلق ولا تفتحها حتي يؤذن مالكها...

عواقب الأمانة:

١-الإتصاف بالحكمة:قال توماس جفرسون :"الأمانة أول فصل في كتاب الحكمة"..أنت من تسطر حياتك فعليك بإختيار الصراط المستقيم للسير واتباع الحق ولو استخدمت عقلك فلا شك أنه سيقودك  أن تكون ذا مسؤلية وقدرة علي حفظ الأمانة وردها...

٢-الوعي الديني:لا يعطيك الدين الرخصة بأن تختلس المال المودع لديك أو أن تفشي سر صديق أو تطعن حبيب..فقد ذكر رسول الله أن من أيات المنافق إذا عاهد أخلف...فكن قادر علي تحمل أمانة للصديق وحفظ سر القريب...

٣حفظ الروح: جميعنا نتمنى أن نراعي أرواحنا التي أودعها الله فينا أمانة إلي أن يشاء سبحانة ويأذن بأن نؤدها إليه..فما أروحنا إلا قرض حسناً ونحن من نحدد الفوائد منها وقال إحسان نراغي:"الحياة أمانة يعهد لك بها لا يحق لك يوم تسترد منك أن تحتج لأنها في الحقيقة ليست ملكك"

حياتنا سنين معدودة ولو كثرت في أنظارنا..فعش كل دقيقة كما تحب أن تعيش في الجنة بلا حقد ولا حسد ولا خيانة..عيش مستمتعاً بالمعاني الجليلة التي زينها الله بها وضيعناها بإستغلال حياتنا في معاني القبح والكُره والخصام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق